ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت وكيفية الوقاية منه

011 – إرتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت وكيفية الوقاية منه

محتوي المقال

ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت وكيفية الوقاية منه

يُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا وخطورة في العصر الحديث، إذ يُطلق عليه لقب “القاتل الصامت” نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة في مراحله المبكرة. يؤثر ارتفاع الضغط على صحة القلب والكلى والدماغ، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم اكتشافه والتحكم فيه مبكرًا.بحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم من ارتفاع ضغط الدم، ويُتوقع أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع نتيجة لعوامل نمط الحياة الحديثة. ويؤثر ارتفاع الضغط على جودة الحياة العامة، وقد يقلل من متوسط العمر المتوقع إذا لم يُعالج بالشكل الصحيح. لهذا من الضروري نشر التوعية حول هذا المرض وأهمية اكتشافه مبكرًا.

ما هو ضغط الدم؟

ضغط الدم هو القوة التي يضغط بها الدم على جدران الشرايين أثناء انتقاله من القلب إلى أعضاء الجسم. يُقاس الضغط بوحدتين: الانقباضي (عند انقباض القلب) والانبساطي (عند استرخاء القلب). المعدل الطبيعي هو 120/80 ملم زئبق، وأي زيادة مستمرة عن هذا الرقم تعتبر إشارة تحذيرية بوجود مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل فوري.يُقسم ضغط الدم عادة إلى أربع مستويات:
  • ضغط دم طبيعي: أقل من 120/80 مم زئبق
  • ما قبل ارتفاع الضغط: 120-129 / أقل من 80 مم زئبق
  • ارتفاع ضغط الدم المرحلة الأولى: 130-139 / 80-89 مم زئبق
  • ارتفاع ضغط الدم المرحلة الثانية: 140/90 أو أعلى

أسباب ارتفاع ضغط الدم

تتنوع أسباب ارتفاع ضغط الدم، ويمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين: الضغط الأولي (الأساسي) الذي لا يكون له سبب مباشر معروف، ويمثل النسبة الأكبر، والضغط الثانوي الناتج عن أمراض أو حالات صحية محددة مثل أمراض الكلى، أو تناول بعض الأدوية.
  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي مع المرض
  • زيادة الوزن والسمنة
  • تناول كميات كبيرة من الملح والصوديوم
  • قلة النشاط البدني وقلة الحركة اليومية
  • التدخين وتعاطي الكحول
  • التعرض المستمر للضغط النفسي والتوتر
  • أمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض الغدة الدرقية

الأعراض والمضاعفات

غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، وهو ما يجعل تشخيص المرض صعبًا في بعض الأحيان، ولكن عند تطور الحالة قد يعاني المريض من:
  • صداع شديد ومستمر خاصة في الصباح
  • دوخة أو شعور بعدم الاتزان
  • ضيق في التنفس أثناء النشاط أو الراحة
  • نزيف من الأنف بشكل مفاجئ
  • اضطرابات في الرؤية أو رؤية ضبابية
  • ألم في منطقة الصدر أو خفقان القلب
أما المضاعفات المحتملة فتشمل:
  • الجلطات الدماغية والسكتات القلبية
  • الفشل الكلوي المزمن
  • تمدد أو تمزق الشريان الأورطي
  • تلف الأعصاب أو فقدان البصر التدريجي

طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم

الوقاية دائمًا خير من العلاج، واتباع أسلوب حياة صحي هو حجر الأساس لتقليل خطر الإصابة بارتفاع الضغط:
  1. اتباع نظام غذائي متوازن: يعتمد على تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، مع تقليل استهلاك الصوديوم والدهون المشبعة.
  2. ممارسة الرياضة بانتظام: مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا.
  3. الإقلاع عن التدخين والكحول: يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  4. التحكم في التوتر والضغوط النفسية: عبر تمارين الاسترخاء والتأمل والنوم الجيد.
  5. مراقبة الوزن: حيث إن فقدان 5-10% من الوزن الزائد يُحدث فرقًا ملحوظًا في ضغط الدم.
  6. إجراء فحوصات دورية: وقياس الضغط بانتظام خصوصًا بعد سن الأربعين أو عند وجود تاريخ عائلي.
  7. الالتزام بالأدوية: عند تشخيص المرض يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة دون انقطاع.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح بزيارة الطبيب فورًا في الحالات التالية:
  • قياس ضغط أعلى من 140/90 مم زئبق بشكل متكرر
  • ظهور أعراض حادة مثل ألم الصدر أو فقدان الوعي
  • وجود أمراض مزمنة مصاحبة مثل السكري أو أمراض الكلى
  • في حال تم تشخيصك بالفعل ويحدث تغير مفاجئ في قراءات الضغط

معلومات موثوقة

روابط داخلية مقترحة

ارتفاع ضغط الدم ليس مرضًا يُستهان به، لكنه في الوقت ذاته قابل للسيطرة عليه إذا تم اتباع نمط حياة صحي والفحص المنتظم. الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فلنحافظ عليها. والمفتاح في يدك: راقب، افحص، وابدأ التغيير.

أفضل نظام غذائي لمريض الضغط المرتفع

من أهم الركائز في التحكم بضغط الدم هو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. يُعتبر نظام DASH (الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم) من أكثر الأنظمة الموصى بها عالميًا، وقد أثبت فعاليته في خفض الضغط خلال أسابيع قليلة.

يركز نظام DASH على تقليل تناول الصوديوم وزيادة استهلاك العناصر المفيدة مثل البوتاسيوم، الكالسيوم، والمغنيسيوم. ومن أبرز التوصيات في هذا النظام:

  • تناول 4-5 حصص من الخضروات يوميًا مثل السبانخ، البروكلي، والخيار.
  • تناول 4 حصص أو أكثر من الفواكه مثل الموز، التفاح، والبرتقال.
  • إدراج الحبوب الكاملة مثل الشوفان والبرغل والخبز الأسمر.
  • تناول منتجات ألبان قليلة الدسم.
  • تقليل اللحوم الحمراء والاعتماد أكثر على الدجاج والأسماك.
  • الامتناع عن المشروبات الغازية والسكريات المصنعة.

كما يُنصح بعدم تجاوز 1500 ملغم من الصوديوم يوميًا، أي ما يعادل أقل من ملعقة صغيرة من الملح. ويمكن الاستعاضة عنه بالأعشاب الطبيعية مثل الزعتر، الكمون، والثوم.

ولتعزيز النتائج، يُفضل دمج النظام الغذائي مع ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن الأطعمة المعلبة والوجبات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والملح.